الغابات وإدارة المستدامة للغابات
لقد تضاعف مخزون الغابات في السويد في أقل من مائة عام. وبما أن نسبة قطع الأشجار أقل من نسبة نموها فقد استمرت رقعة الغابات في الزيادة. وتجدر الإشارة إلى أن 70 بالمائة من مساحة السويد (مساحة الأراضي) مغطاة بالغابات، الغابات الصنوبرية في المقام الأول. وتتواجد غابات الأشجار الورقية فقط في أقصى الجنوب.
ويمكن تعريف كافة الغابات في السويد بكونها غابات تدخل الإنسان في زراعتها، أي غابات يتم رعايتها والاعتناء بها. فقط المناطق الجبلية الموجودة في أقصى الشمال هي ما تحتوي على ما يُسمى بمناطق الغابات الطبيعية القديمة، أي المناطق التي لم تشهد أي تدخل من قبل الإنسان في زراعتها أو لم يتم اتخاذ تدابير رعايتها من قبل الإنسان. ويطلق على تلك الغابات الغابات الطبيعية.
ومن بين الغابات التي يتم قطعها تذهب 45 بالمئة تقريباً إلى مصانع النجارة، و 45 بالمئة تقريباً إلى صناعة لب الخشب، و 10 بالمئة تقريباً يتم استخدامهم كحطب وقود وقوائم\دعائم خشبية وغير ذلك. وتوجد المواد الخام المستخرجة من الغابات في مجموعة كبيرة من المنتجات التي لا يقوم الإنسان في العادة بالربط بينها وبين الخشب، مثل فوط تجفيف الصحون، والملابس، والوقود، والأدوية، وغيرها من المنتجات.
الغابة كافیة
إن المساحة الإجمالية للأراضي السويدية هي 40,8 مليون هيكتار. وتشكل الغابات السويدية 22,5 مليون هيكتار من أراضي الغابات المنتجة. وعلى مدار القرن العشرين كانت نسبة نمو الغابات أعلى من نسبة ما يتم قطعه. وفي كل عام يتم قطع حوالي 90 مليون متر مكعب من الغابات من إجمالي الإنتاج السنوي والذي يصل إلى حوالي 120 مليون متر مكعب. وبمعنى آخر فإن نسبة الغابات الموجودة في السويد تزيد بشكل مستمر في كل عام، مع إجمالي مناطق أخشاب تصل إلى 3 مليار متر مكعب!
وتشكل أراضي الغابات السويدية نسبة 1 بالمئة من كافة أراضي الغابات الموجودة على الكرة الأرضية. وتتألف أراضي الغابات السويدية من 83 بالمئة من الغابات الصنوبرية و 12 بالمئة من غابات الأشجار المتنوعة و 5 بالمئة من غابات الأشجار الورقية.
وتتألف الأخشاب الموجودة في الغابات السويدية من أشجار التنوب (من الفصيلة الصنوبرية النفضية) بنسبة 42 بالمئة، ويليها أشجار الصنوبر بنسبة 39 بالمئة، ويأتي بعد ذلك أشجار البتولا بنسبة 12 بالمئة، وأخيراً أنواع أخرى من الأشجار الورقية بنسبة 7 بالمئة، انظر الرسم التوضيحي رقم 3. ويختلف توزيع أنواع الأشجار من منطقة إلى أخرى داخل السويد. حيث تُفضل أشجار الصنوبر التربة الجافة والفقيرة، بينما تُفضل أشجار التنوب التربة الرطبة والغنية والخصبة. لذا فإن غابات أشجار الصنوبر تهيمن على المناطق الشمالية في السويد وفي غوتلاند، في حين أن غابات أشجار التنوب هي الأكثر شيوعاً في الجزء الجنوبي من البلاد. وكلما كانت التربة ذات جودة متوسطة، كلما زاد مزيج أنواع الأشجار المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن العثور على أشجار البتولا وأشجار الحور الرجراج وأشجار جار الماء (النغت) في كافة أرجاء السويد، في حين أن الأشجار الورقية، على سبيل المثال أشجار البلوط والزان والدردار والمُران تنمو فقط في المناطق الجنوبية من البلاد.
زراعة الغابات
يمكن أن يتم تجديد الغابات بطرق مختلفة. إلا أن هناك نوعان رئيسيان لذلك: التجديد عن طريق زراعة الغابات أو التجديد الطبيعي. وفي حالة التجديد عن طريق زراعة الشتلات فإننا نقوم بإيقاف القطع خلال فترة ما. وتميل هذه الطريقة لأن تكون مناسبة في أغلب أنواع التربة باستثناء التربة شديدة الجفاف. ويمكن أن يتم اختيار التجديد الطبيعي من قبل الذين يتطلعون إلى أسعار جيدة في المستقبل لأخشاب ذات جودة عالية ومقاييس كبيرة، وعندما تكون التربة مناسبة بشكل خاص لهذه الطريقة. ومع ذلك فإن هذه الطريقة تتطلب قدراً كبيراً من الخبرة لدى من يقوم بها، بالإضافة إلى أنه تناسب فقط التربة الجافة وبعض أنواع التربة الغنية.
توضح الجداول رقم 4 و 5 كيف يمكن غرض مالك الغابة ونظرته للمستقبل أن تؤثر على رعایة غابات الصنوبر على تربة ذات جودة متوسطة في منطقة وسط السويد. يكون الجدول الزمني أقصر نوعاً ما في المناطق الجنوبية من البلاد (60 - 80 سنة) ويصل الجدول الزمني إلى الضعف في المناطق الواقعة في أقصى الشمال (يصل إلى 150 سنة). ويمكن أن تتأثر نوعية الأخشاب من خلال اختيار طريقة التجديد، ومن خلال تدابير زراعة ورعاية الغابات مثل التنظيف والتقليم. وفي مجال زراعة الغابات في الوقت الحالي غالباً ما يتم السعي لأن تكون كافة الأشجار في الغابة المزروعة في نفس العمر. وعادة ما تكون الفروع أكبر في المناطق التي توجد فيها أشجار متفرقة بعيدة عن بعضها البعض (مسافات كبيرة بين الأشجار)، على عكس المناطق التي تكون فيها الأشجار أكثر كثافة حيث تكون فروعها أصغر حجماً.
إن نمو الغابات في جنوب السويد يزداد بشكل أكبر مما هو عليه الحال في شمال السويد ويرجع السبب في ذلك في المقام الأول إلى أن موسم النمو في جنوب السويد هو أطول وأكثر دفئاً. كما أن استخدام حلقات النمو السنوية فقط لتحديد جودة الخشب وخصائصه يمكن أن يكون أمراً مُضللاً، وذلك لأن الموقع الجغرافي الذي تم فيه زراعة الأشجار وظروف التربة المحلية يؤثران أيضاً على خصائص الأخشاب.
الجدول رقم 4 زراعة الغابات، غابات الصنوبر، وسط السويد
تدابير زراعة الغابات | العام |
قطع كافة الأشجار | 0 |
تجهيز التربة | 2 |
التخطيط | 3 |
تشذيب الأوراق | 5 |
التنظيف | 10 |
إزالة الأعشاب | 30 |
إزالة الأعشاب | 50 |
قطع كافة الأشجار | 80 |
الجدول رقم 5 التجديد الطبيعي، غابة الصنوبر، وسط السويد
تدابير زراعة الغابات | العام |
قطع الأشجار في المناطق التي يوجد بها 400 جذع في الهكتار | 0 |
قطع الأشجار في المناطق التي يوجد بها 150 جذع في الهكتار | 10 |
قطع الأجزاء المتبقية من الشجرة بعد قطع الجزع وتنظيف النباتات بحرص. | 20 |
التنظيف وإزالة الأعشاب | 30 |
إزالة الأعشاب | 50 |
إزالة الأعشاب | 70 |
قطع كافة الأشجار | 110 |
زراعة الغابات المستدامة
إن قطاع زراعة الغابات في السويد هو مستدام على المدى الطويل، وهذا وفقاً للتعريف الذي ظهر بعد مؤتمر البيئة في ريو دي جانيرو في البرازيل عام 1992. وفيه تم إعلان أن الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيولوجية هم أحجار الزاوية لزراعة الغابات المستدامة. وعندما يتعلق الأمر بالاستدامة الاقتصادية والاجتماعية فإن قطاع زراعة الغابات السويدي كان دائماً في الريادة.
إن الاستدامة الاقتصادية تعني ضمان إنتاج الخشب طويل الأمد وأن يؤدي ذلك إلى أرباح كبيرة بما يكفي من أجل استمرار عملية زراعة الغابات وإدارة الغابات ورعايتها.
ويندرج تحت مفهوم الاستدامة الاجتماعية قضايا تتعلق بالسكان المحليين وحقوق العمال والقضايا الترفيهية والفرص المختلفة المتاحة للمجتمع، على كل من المستويين المحلي والوطني، للتكسب على المدى الطويل من زراعة الغابات.
وتُشير الاستدامة البيولوجية إلى قدرة الأرض على الإنتاج على المدى الطويل، والحفاظ على العمليات الإيكولوجية الطبيعية، كما تُشير أيضاً إلى القضية الساخنة التي يتم مناقشتها في السويد حالياً وهي الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وضع العلامات الإيكولوجية في زراعة الغابات
لدى السويد قطاع زراعة الغابات المستدامة التي تخضع لتشريعات تنص على الحفاظ على الطبيعة وإعادة غرس الأشجار. ونبغي أن يتم تجديد كافة الغابات التي يتم قطعها إما عن طريق الزراعة المخططة أو عن طريق ترك الأشجار التي تنتج البذور بشكل طبيعي وتنتج شتلات جديدة. وبالإضافة إلى التشريعات الخاصة بالغابات فهناك أيضاً نظم إصدار شهادات الغابات الدولية الاختيارية، والتي بموجبها يتم المصادقة على زراعة الغابات من خلال ما يُسمى التصديق من طرف ثالث. وتجدر الإشارة إلى أن النظامين الذين يتم استخدامهما في السويد هما نظام FSC ونظام PEFC. وكلاهما أنظمة دولية لإصدار الشهادات الخاصة بالغابات، ويتم اعتماد نحو ثلثي أراضي الغابات المنتجة في السويد وفقاً لهذين النظامين، انظر الرسم البياني رقم 6.
ولضمان عدم قطع الأخشاب بطريقة غير مشروعة، فقد قام الاتحاد الأوروبي بالتصويت على قانون يحظر التجارة بتلك الأنواع من الأخشاب، والمعروف باسم تشريع الأخشاب.
الغابات مصدر للمواد الخام المتجددة
إن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء. ويحدث هذا من خلال عملية التمثيل الضوئي والذي يحول الطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون والماء إلى الكربوهيدرات التي هي لبنات بناء الخشب. ويتم إنتاج الأكسجين خلال هذه العملية. ومن خلال عملية التمثيل الضوئي تمتص الشجرة العادية في المتوسط 1 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل متر مكعب من النمو، وذلك في نفس الوقت الذي تقوم فيه بإنتاج وتحرير ما يعادل 0,7 طن من الأكسجين. فالغابات التي هي في طور النمو تعتبر بالوعة للكربون حيث أنها تمتص وتخزن الكربون. انظر الرسم التوضيحي أدناه.
إن الكربون الذي تم امتصاصه من ثاني أكسيد الكربون يبقى في الخشب ويستمر تخزينه في المنتجات المصنعة من الخشب. وفي حال تم استخدام المنتجات الخشبية في المباني، فإن الكربون يبقى في تلك المنتجات الخشبية لفترة طويلة. ويتم التخلص من الكربون من تلك المنتجات فقط عندما يتم حرقها في نهاية عمرها الافتراضي (بعد اهتراءها وعدم صلاحيتها للاستخدام). وأثناء عملية الحرق، يتم تحرير الطاقة الشمسية المحولة في شكل حرارة؛ مما يجعل هذه العملية محايدة مناخياً تماماً (أي لا يكون لها أي تأثيرات سلبية على المناخ). وفي محطات توليد الطاقة الحرارية لدينا في السويد، فإنه يتم تحويل الكتلة البيولوجية في نهاية المطاف إلى حرارة وطاقة كهربائية عندما يتم التخلص من ثاني أكسيد الكربون المُخزن.
بعد أن يتم القطع مباشرةً، فإن المنطقة التي تم تحريجها تسرب ثاني أكسيد الكربون حيث تتحلل تلك الفروع والأوراق التي تم تركها ف المكان. وبمجرد أن يصل عمر الأشجار الجديدة إلى أزيد قليلاً من 20 عاماً، فإن تلك الأشجار تكون قادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون بكميات أكبر مما يتم انبعاثه من الأرض. يتم حصاد الأشجار في مرحلة النضج ومن ثم يتم تحويلها إلى منتجات ومصادر طاقة يمكن أن تكون بديلة عن المنتجات الضارة بالمناخ والبيئة. ولذا فإن الاستفادة من الغابات يُعتبر أمراً جيداً للمناخ والبيئة.
التمثيل الضوئي، المعادلة الأكثر أهمية في العالم.